وليس من المنطقي أيضا، أن يكون كل أصحاب الرسول كالنجوم. وإلا فإن من هدى معاوية أن قاتل عليا (ع) ونهب الأمة، وأحدث فيها ثم جعلها في النهاية ملكا عضوضا. وأن عمرو بن العاص باع دينه ليشتري به دنياه، وأن أبا هريرة لم يكن يجسد سيرة الإسلام، وهو يخالف الحق من أجل إشباع بطنه.
ثم ما حدث بين هؤلاء الصحابة دليل على أنهم ليسوا جميعا نجوما.
وهذا الخطاب، ليس خطابا لنا وحدنا، بل هو بالدرجة الأولى، خطاب موجه لهؤلاء المعاصرين له - الذين أطلق عليهم السنة جميعا، اسم الصحابة - وهذا دليل على أن الصحابة الذين يعنيهم النص - مع افتراض صحته - ليسوا إلا فئة معينة ضمن هذا القطيع الواسع من المعاصرين للرسول صلى الله عليه وآله.
وكنت ألاحظ تلك السطحية في عقلية العامة بخصوص تحديد مفهوم (الصحابي) وكل ما قالوا عنه مجرد تبريرات وهمية لا ترقى إلا سمو الإقناع. يقول (أنور الجندي) في رده على (عبد الرحمن الشرقاوي، في مسرحية الحسين شهيدا) (20): شهد الباحثون الذين راجعوا القصة (..) أن الأصابع الحمراء تشوه حقائق التاريخ الإسلامي وتشهر بالصحابة الأجلاء.
ثم لم يوضح كيف أساء إلى الصحابة. واقتصر على (وتشهر بالصحابة الأجلاء) لاستعطاف الوجدان العامي، من دون اللجوء إلى أساليب إقناع موضوعية. ثم قال:
تردد في المسرحية تشهير بجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وهم قدوة لنا وقد نوه الرسول صلى الله عليه وآله بمكانة أصحابه في أكثر من حديث شريف ومن واجبنا أن نبرز مفاخرهم ونركز عليها ونهتم بها وألا نطيل الوقوف أمام ما نسب إليهم من خلاف أو أخطاء).
ولا زلنا ننتظر من مفكر العامة أن يفصح عن كيفية هذا التشهير ولم يبين للذين يكتب لهم، ماذا قال (الشرقاوي) وأين أخطأ بل اقتصر على وجوب إبراز مفاخر