لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٥٠
وليس من المنطقي أيضا، أن يكون كل أصحاب الرسول كالنجوم. وإلا فإن من هدى معاوية أن قاتل عليا (ع) ونهب الأمة، وأحدث فيها ثم جعلها في النهاية ملكا عضوضا. وأن عمرو بن العاص باع دينه ليشتري به دنياه، وأن أبا هريرة لم يكن يجسد سيرة الإسلام، وهو يخالف الحق من أجل إشباع بطنه.
ثم ما حدث بين هؤلاء الصحابة دليل على أنهم ليسوا جميعا نجوما.
وهذا الخطاب، ليس خطابا لنا وحدنا، بل هو بالدرجة الأولى، خطاب موجه لهؤلاء المعاصرين له - الذين أطلق عليهم السنة جميعا، اسم الصحابة - وهذا دليل على أن الصحابة الذين يعنيهم النص - مع افتراض صحته - ليسوا إلا فئة معينة ضمن هذا القطيع الواسع من المعاصرين للرسول صلى الله عليه وآله.
وكنت ألاحظ تلك السطحية في عقلية العامة بخصوص تحديد مفهوم (الصحابي) وكل ما قالوا عنه مجرد تبريرات وهمية لا ترقى إلا سمو الإقناع. يقول (أنور الجندي) في رده على (عبد الرحمن الشرقاوي، في مسرحية الحسين شهيدا) (20): شهد الباحثون الذين راجعوا القصة (..) أن الأصابع الحمراء تشوه حقائق التاريخ الإسلامي وتشهر بالصحابة الأجلاء.
ثم لم يوضح كيف أساء إلى الصحابة. واقتصر على (وتشهر بالصحابة الأجلاء) لاستعطاف الوجدان العامي، من دون اللجوء إلى أساليب إقناع موضوعية. ثم قال:
تردد في المسرحية تشهير بجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وهم قدوة لنا وقد نوه الرسول صلى الله عليه وآله بمكانة أصحابه في أكثر من حديث شريف ومن واجبنا أن نبرز مفاخرهم ونركز عليها ونهتم بها وألا نطيل الوقوف أمام ما نسب إليهم من خلاف أو أخطاء).
ولا زلنا ننتظر من مفكر العامة أن يفصح عن كيفية هذا التشهير ولم يبين للذين يكتب لهم، ماذا قال (الشرقاوي) وأين أخطأ بل اقتصر على وجوب إبراز مفاخر

(20) - إعادة النظر في كتابات المصريين في ضوء الإسلام. دار الاعتصام.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405