فاسألوا أهل الذكر - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٠٣
الجمل، لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال:
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة (1).
ومن المواقف المضحكة والمبكية في آن واحد أن عائشة أم المؤمنين تخرج من بيتها عاصية لله ولرسوله ثم تأمر الصحابة بالاستقرار في بيوتهم، إنه حقا أمر عجيب!!
فكيف وقع ذلك يا ترى؟
روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج وغيره من المؤرخين أن عائشة كتبت - وهي في البصرة - إلى زيد بن صوحان العبدي رسالة تقول له فيها: من عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق، زوجة رسول الله، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان، أما بعد فأقم في بيتك وخذل الناس عن ابن أبي طالب، وليبلغني عنك ما أحب إنك أوثق أهلي عندي والسلام.
فأجابها هذا الرجل الصالح بما يلي: من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر، أما بعد فإن الله أمرك بأمر، وأمرنا بأمر، أمرك أن تقري في بيتك، وأمرنا أن نجاهد، وقد أتاني كتابك تأمريني أن أصنع خلاف ما أمرني الله به، فأكون قد صنعت ما أمرك الله به، وصنعت أنت ما به أمرني، فأمرك عندي غير مطاع، وكتابك لا جواب له.
وبهذا يتبين لنا بأن عائشة لم تكتف بقيادة جيش الجمل فقط وإنما طمحت في إمرة المؤمنين كافة في كل بقاع الأرض ولكل ذلك كانت هي التي تحكم طلحة والزبير اللذين كانا قد رشحهما عمر للخلافة، ولكل ذلك أباحت لنفسها أن تراسل رؤساء القبائل والولاة وتطمعهم وتستنصرهم.
ولكل ذلك بلغت تلك المرتبة وتلك الشهرة عند بني أمية فأصبحت هي المنظور إليها والمهابة لديهم جميعا والتي يخشى سطوتها ومعارضتها

١) صحيح البخاري: ٨ / ٩٧ باب الفتن. والنسائي: ٤ / ٣٠٥. والمستدرك: ٤ / 525.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 رسالة مفتوحة إلى السيد أبو الحسن الندوي العالم الهندي 11
3 فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 21
4 الفصل الأول فيما يتعلق بالخالق جل جلاله 25
5 قول أهل الذكر في الله تعالى 37
6 الفصل الثاني فيما يتعلق بالرسول (ص) 39
7 قول أهل الذكر في الرسول (ص) 66
8 الفصل الثالث فيما يتعلق بأهل البيت عليهم السلام 69
9 عائشة في حياة النبي (ص) 74
10 أم المؤمنين عائشة تشهد على نفسها 78
11 عائشة فيما بعد النبي (ص) 92
12 موقف عائشة ضد علي أمير المؤمنين 97
13 وقرن في بيوتكن ولا تبرجن 99
14 أم المؤمنين هي القائدة 102
15 تحذير النبي (ص) من عائشة وفتنتها 104
16 قول أهل الذكر بخصوص أهل البيت 107
17 الفصل الرابع فيما يتعلق بالصحابة عامة 113
18 القرآن الكريم يكشف حقائق بعض الصحابة 121
19 السنة النبوية تكشف حقائق بعض الصحابة 126
20 الصحابة تجاه أوامر الرسول (ص) في حياته 141
21 معاملة الصحابة لأوامر الرسول (ص) بعد وفاته 152
22 * شهادة أبي ذر الغفاري في بعض الصحابة * شهادة التاريخ في الصحابة 157
23 قول أهل الذكر بخصوص بعض الصحابة 166
24 الفصل الخامس فيما يتعلق بالخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان 173
25 أبو بكر الصديق في حياة النبي (ص) 177
26 أبو بكر بعد حياة النبي (ص) تكذيبه للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وغصبه حقها 182
27 فاطمة سيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة 186
28 فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة 187
29 فاطمة بضعة النبي (ص) والرسول يغضب لغضبها 187
30 أبو بكر يقتل المسلمين الذين امتنعوا عن إعطائه الزكاة 194
31 أبو بكر يمنع من كتابة السنة النبوية وكذلك يفعل بعده عمر بن الخطاب وعثمان 200
32 عمر بن الخطاب يتشدد أكثر من صاحبه في الحديث عن رسول الله ويمنع الناس من نقله 203
33 أبو بكر يسلم الخلافة لصاحبه عمر ويخالف لذلك النصوص الصريحة 210
34 عمر بن الخطاب يعارض كتاب الله باجتهاده 218
35 عثمان بن عفان يتبع سنة صاحبيه في مخالفة النصوص 231
36 الفصل السادس فيما يتعلق بالخلافة 239
37 أسئلة وأجوبة لا غنى عنها لكل باحث 242
38 الفصل السابع يتعلق بالحديث الشريف حسب ما جاء في صحاح أهل السنة 259
39 النبي (ص) يختل 260
40 النبي يعاقب عقابا شنيعا ويمثل بالمسلمين 260
41 النبي (ص) يحب الجماع 262
42 ولتبرير الغناء والرقص الذي اشتهر في عهد الأمويين 264
43 النبي يشرب النبيذ 265
44 النبي يكشف عورته 267
45 النبي يسهو في صلاته 268
46 النبي يحلق ويحنث 270
47 أعتقت عائشة أربعين رقبة لتكفر عن يمينها 271
48 النبي يتنازل في أحكام الله حسبما يريد 272
49 النبي يتصرف كالصبيان ويعاقب من لا يستحق العقوبة 277
50 النبي يتناقض في حديثه 284
51 التناقض في الفضائل 288
52 النبي يتناقض مع العلم والطب 293
53 الفصل الثامن فيما يتعلق بالصحيحين (البخاري ومسلم) 299
54 البخاري ومسلم يذكران أي شئ لتفضيل أبي بكر وعمر 303
55 البخاري يدلس الحديث حفاظا على كرامة عمر بن الخطاب 311
56 انتقاص أهل البيت روايات تعجب البخاري 324
57 خاتمة البحث 339