الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٤٨
الحقيقة الثانية: أن هذا الاصطفاء قد انتقل إلى النبي محمد وأل بيته عليهم الصلاة وأتم السلام تطابقا مع قوله تعالى: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) (الإسراء / 77)، فالنبي محمد وآله في الدرجة الرفيعة من آل إبراهيم، وقد خصهم ربنا عز وجل بالمدح في غير موضع من القرآن الكريم، ولنضرب بعض الأمثلة على هذا..
1 - آية التطهير قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب / 33). أورد ابن كثير في تفسيره برواية الإمام أحمد عن أم سلمة ذكرت: (أن النبي (ص) كان في بيتها فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة (1) فيها خزيرة (2) فدخلت عليه بها. فقال (ص) لها: ادعي زوجك وابنيك. فقالت: فجاء علي وحسن وحسين رضي الله عنهم فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من الخزيرة، وهو على منامة له وكان تحته (ص) كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما

(1) البرمة: القدر من الحجر.
(2) يقول ابن منظور في شرح معنى الخزيرة مادة (خزر): (اللحم الغاب يؤخذ فيقطع صغارا في القدر، ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإذا أميت طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به، ثم أدم بأي أدام شئ)
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة