الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١٢
حاولت لملمة النظارة فلم أفلح، إذ انهالت الضربات علي من كل جانب، ثم أمرنا بالوقوف في مواجهة الحائط والأيدي مرفوعة إلى أعلى، وانهالت السياط على ظهورنا، هذه يسمونها (حفلة الاستقبال). ثم حلقوا لنا رؤوسنا بصورة مشوهة، ثم قادونا إلى الزنادين بالسياط والركلات، كان هذا في بداية فصل الشتاء، وقد ألقي بنا في الزنازين على البلاظ معصوبي الأعين بعدما أخذوا ملابسنا. وكانت التعليمات تقتضي ببقاء العصابة على العيون حتى في داخل الزنزانة، والوقوف انتباها لحظة دخول الجنود، في مواجهة الحائط، وتلقي السياط أو الركلات وفقا لما تيسر. كان هذا السجن أحد المواقع الأساسية للتحقيقات مع تنظيم الجهاد، وكان التحقيق يبدأ يوميا بعد الساعة العاشرة مساء ولا ينتهي إلا مع طلوع الفجر، حيث كنا في كل ليلة نسمع صراخ المحققين يطلبون من المعتقلين الاعتراف، وصراخ المعتقلين تحت التعذيب. أما عن أسلوب التعامل معنا في المعتقل فالعنوان الأبرز هو انعدام الإنسانية.
الحيرة .. وهكذا مضى عام كامل علي في ذلك المعتقل غير الإنساني، الذي كانت فيه أبسط حقوقنا الإنسانية مسلوبة. بيد أن الله تبارك وتعالى أنزل علينا صبرا، ووفقني لحفظ القرآن الكريم.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة