الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٤٣
يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (النساء / 82) وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به (1) إن كلمات أمير أمير المؤمنين علي (ع) تحصر أسباب تعدد اجتهادات العلماء في المدارس الفقهية في عدة افتراضات ليس من بينها أن اختلافهم وتشتتهم رحمة، كما يروي بعض الرواة عن رسول الله (ص)، فهذه الأسباب الافتراضية لا تخرج عن عدة احتمالات: أولها.. أن الله تبارك وتعالى أمر الناس بالاتفاق فعصوا.
وهذا أصح الاحتمالات.

(1) توضيح قول المسلمين الشيعة بأن الإمامة لطف من الله إن الإنسان مخلوق غريب الأطوار، وقد اجتمعت فيه نوازع الفساد من جهة، وبواعث الخير من جهة أخرى، ولقد خلق الله تعالى فيه عقلا هاديا يرشد إلى الصلاح ومواطن الخير، ولصعوبة أن يهتدي الإنسان بنفسه لجميع طرق الخير والصلاح كان من لطف الله إرسال الأنبياء (ع) لهداية البشر، ولأن محمدا (ص) هو خاتم الأنبياء كان لا بد من استمرار هذا الخط بإمامة علي وذريته (عليهم السلام).
أنظر: عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر، ص 72 وما بعدها. ط دار الإرشاد الإسلامي - بيروت 1409 ه‍ / 1988 م.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة