الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٥٠
في قرابتي أي تحسنوا إليهم وتبروهم) (1) وقال السدي عن أبي الديلم قال: (لما جئ بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيرا على درج دمشق، قام رجل منم أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة. فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟. قال: نعم. قال: أقرأت ال‍ (حم)؟. قال قرأت القرآن ولم أقرأ أل حم)؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال:
نعم) (2).
إننا، وعند هذه النقطة من البحث بحاجة إلى أن نتوقف لمراجعة التصور الإجمالي لقضية الإمامة قبل أن ننتقل إلى مرحلة التحديد والقطع باستنتاجات محدودة..
أولا.. إن قضية الإمامة، على خطورتها القصوى، لم تعالج بصورة متجردة، وإنما عولجت في إطار محاولة إخضاع النصوص للواقع السياسي المفروض على الأمة المسلمة، وخاصة وأن هذه القضية تمس شرعية النظم السياسية التي حكمت المسلمين في الصميم، وإن أي محاولة لاستنطاق النص بصورة واضحة كانت تمثل جريمة (محاولة قلب نظام الحكم)، وهو ما كان يسمى آنئذ

(١) الإمام أبي الفداء ابن كثير الدمشقي تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٣٦.
(٢) ابن كثير، تفسير القرآن الكريم، 4 / 137. م س.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة