الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٦١
وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهما وعلما، فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي).
مناقشة الأحاديث السابقة حديث الغدير.. أشهر من أن يعرف، رواه معظم أصحاب السنن إن لم نقل كلهم وصححوه، ولقد ذكرنا في الصفحات السابقة موارد ذكر هذا الحديث في صحاح أهل السنة. وواقعة (غدير خم) معروفة الزمان والمكان، حديث أثناء عودة المسلمين من حج بيت الله الحرام فيما عرف بحجة الوداع قبيل موت رسول الله (ص) بقليل، أي في العام العاشر للهجرة الموافق 631 ميلادي. فإذا كانت الحجة عرفت بأنها حجة الوداع فكلمات رسول الله (ص) كانت وصية الوداع من رسول وصفة القرآن: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة / 128)، إنها كلمات تحمل أقصى درجة من الأهمية والخطورة بالنسبة لمصير الأمة ومستقبلها، هذه الوصية كانت بأمر الله سبحانه وتعالى وقد جاء في أسباب النزول للنيسابوري وغيره من المفسرين أن قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (المائدة / 67)، أنها نزلت يوم غدير خم، وأن
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة