الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٤٧
هذه النطف الطاهر قد انتقلت من رحم مؤمنة طاهرة إلى رحم مؤمنة طاهرة، من دون أن تمر على أرحام المشركين أو أصلابهم، ولم يحدث أن اصطفى رب العزة واحدا من عامة الناس للقيام بهذه المهمة. أو أنها قد انتقلت من يد نبي إلى أحد من صحابته، وإنما هي تجري في إطار الذرية والآل، (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) (الحديد / 26)، (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيم ا) (النساء / 54).
إننا لسنا في حاجة إلى أن نؤكد عمومية القواعد السابقة وانطباقها على محمد وآل محمد. وحسبنا صيغة الصلاة الإبراهيمية التي نقولها في كل صلاة: (اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم).
إننا نؤكد على ثبات حقيقتين تنطلقان من قاعدة الاصطفاء..
الحقيقة الأولى: أن اختيار الرسل والأئمة عليهم الصلاة والسلام محصور في ذرية الرسل والأنبياء (ذرية بعضها من بعض) (آل عمران / 34)، وأن مخالفة هذه القاعدة بالادعاء بأن هذا الاختيار يمتد إلى عموم أصحاب أي نبي، أو إلى عامة أمته، هو تعسف لا يقوم علية أي دليل.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة