وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) (الشورى / 13). (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) (الأنعام / 135)، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (آل عمران / 103).
فكيف إذا يقال أن اختلافهم رحمة؟، أو أنه لا يوجد مذهب صحيح أو غير متفق عليه؟ أو أن كل المذاهب الفقهية على تناقضها وتباينها هي مذاهب صحيحة واجبة الاتباع؟ إننا إذا تأملنا في كلمات الإمام علي (ع) وهو يذم اختلاف العلماء في الفتيا فيقول: (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه. ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله. ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله - سبحانه - بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه، أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه، أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا، وعليه أن يرضى؟ أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول (ص) عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (الأنعام / 38). وفيه تبيان لكل شئ وذكر أن الكتاب