الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٣٥
هداية البشر، وتعريفها بالحق (والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير * ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (فاطر / 31 - 32). وهذه قاعدة عامة لم تشذ عنها أمة من الأمم، فلماذا تشذ الأمة الإسلامية؟ (قل ما كنت بدعا من الرسل) (الأحقاف / 9).
وأخيرا: هناك قضية حجية السنة (1)؟ فالمعارضون لمدرسة أهل البيت (ع)، حينما تضيق بهم السبل يلجأون إلى حجة في غاية الغرابة، وهي الدفع بعدم ورود إمامة أهل البيت (ع) وخلافتهم للنبي (ص) في القرآن الكريم، وهو ما لا سبيل إلى القبول بمناقشته ونحن نعلم أن حجية السنة المتواترة تماما كحجية الكتاب، فصاحب السنة هو ملتقي الوحي من رب السماوات والأرض ولعنة الله على من كذب على رسول الله (ص)، وليموه على الناس دينهم، وهذا الكذب هو الذي أدى إلى إلقاء بعض الظلال على حجية السنة المطهرة، وهي أوامر الله ونواهيه التي جاء بها النبي المعصوم محمد (ص)، والتشكيك في حجية السنة لا يختلف في شئ عن التشكيك في حجية القرآن.

(1) يعرف علماء أصول الفقه الحجة بأنها: (كل شئ يكشف عن شئ آخر، ويحكي عنه على وجه يكون مثبتا له). أما السنة فهي (قول المعصوم أو فعله أو تقريره).
للتوسع أنظر: أحمد البهادلي: مفتاح الوصول إلى علم الأصول، 2 / 31.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة