الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٣٤
على أن قضية (الإمامة)، وإن تعددت الدراسات حولها وكثرت إلا أن غالبية ما كتب لم يكن ليكتب في إطار عقلي، بل إن السائد أن كل طرف يأتي بما يؤيد وجهة نظره من الروايات، ويتحدث عن أسانيدها ورواتها ووثاقتهم، الأمر الذي دفعني لاستخدام المنطق العقلي في هذه الدراسة لأن ما يتناقض مع العقل هو المستحيل بعينه وهو المرفوض دراية ومن ثم رواية، من دون ما حاجة لسرد أسماء الرواة والمحدثين، وما يتفق مع العقل ينبغي قوله والتسليم به، لأن أحكام الدين وشرائعه تتكامل ولا تتناقض، وما نعنيه بالعقل هنا هو عرض أدلة المسائل الفردية على الأدلة الكلية، الجامعة. فإذا كان الله تبارك وتعالى: (إن الله يأمر بالعدل) (النحل / 90)، فلا يعقل أن يأمر بطاعة (فاقد العقل)، وإلا لأمر سبحانه بالشئ وضده (العدل - الجور). وهذا محال على الله سبحانه وتعالى.
وإلى جانب إيماننا بذلك، فإننا نؤمن بالتكامل في الشريعة الإسلامية الغراء، بمعنى أن قواعد الإسلام العظيم مرتبة بعضها على بعض، فالقرآن الكريم تحدث عدة مرات عن قاعدة (الاصطفاء)، وأنها محصورة في الذرية والآل (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين) (آل عمران / 33). ثم نص سبحانه وتعالى على تحميل هؤلاء المصطفين الأبرار مسؤولية
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة