وله قصيدة سماها، الجوهرية في الرد على القدرية..
ولم يترك في مدة حكمه جهاد الصليبيين وتسيير الجيوش لقتالهم في البر والبحر وكان يخرج البعوث في كل سنة مرارا.. (36) وأصبح أهل العالم يفدون إليه من سائر البلاد فلا يخيب أمل قاصد منهم. كما كان يحمل في كل عام إلى أهل الحرمين من الأشراف سائر ما يحتاجون إليه من الكسرة وغيرها..
ويعود الفضل في نشر مذهب الشيعة الإمامية بصعيد مصر وفي بقاع أخرى من أنحاء البلاد إلى طلائع بن زريك. وقد أظهر المذهب الإمامي حين وصل إلى الحكم مخالفا بذلك مذهب الدولة الإسماعيلي.. (37) يقول صاحب النجوم الزاهرة: وساس - طلائع - الأمور ولقب بالملك الصالح وسار في الناس أحسن سيرة. وكان أديبا كاتبا مائلا لمذهب الإمامية وقد تسلم الأمر من بعده ولده فسار على سيرته.. (38) وكانت هناك حارة تسمى حارة الصالحيين منسوبة إلى الصالح طلائع لأن غلمانه كانوا يسكنونها والمكان المعروف بخوخة صالح ينسب إليه. وموضع هذه الحارة كان بين المشهد الحسيني ورحبة الايدمري وبين البرقية وكانت من الحارات العظمية في مصر وقد خربت فيما بعد على أيدي الأيوبيين الذين سعوا إلى محو كل آثار الشيعة في مصر.. (39) ويقع قبر الصالح طلائع إلى الجهة الغربية من جامع الأولياء في القرافة الكبرى وهو ملاصق للجامع من الجهة المذكورة. وقد حل محل مسجد الأولياء فيما بعد حوش أبي يعلي..
وقد حزن الناس لوفاته حزنا عظيما لحسن سيرته فقد كان جوادا فاضلا شاكر كثير الصدقات حسن الآثار.. (40)