لماذا أوقفت الجمعية..؟
وكانت الجمعية قد قامت بإصدار بعض الكتب الشيعية مثل كتاب " المراجعات " وكتاب " علي لا سواه " وكتاب " التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية ".. (4) ويبدو أن هذه الكتب قد لفتت الانتباه للجمعية وأثارت بعض الجهات المعادية للتشيع في مصر خاصة أن الأمور في الساحة الإسلامية بدأت تزداد سوءا بعد ظهور تيار الجهاد في حركة عام 74. وتيار التكفير في حركة عام 76. وقيام الحكومة بالتصدي للتيارات الإسلامية وقمعها.. (5) وأدى قيام الثورة الإسلامية في إيران ومعاداة النظام المصري لها إلى تعقيد الأمور أمام الأنشطة الإسلامية بشكل عام والأنشطة الشيعية بشكل خاص..
إلا أن ما استفز الحكومة تجاه جمعية آل البيت ليس فقط الكتب التي أصدرتها وقام الأزهر بمنعها. وإنما الأمر الذي شكل استفزازا صارخا في تلك الفترة التي أعلنت فيها الحكومة الحرب على التيار الإسلامي هو ذلك التواجد العربي بالجمعية..
ومسألة اتصال المصريين بالأجانب أو اتصال الأجانب بالمصريين تشكل استفزاز كبيرا لجهاز الأمن المصري حيث إن الاعتقاد السائد لدى هذا الجهاز أن أي نشاط معاد لنظام الحكم لا بد أن تكون ورائه أصابع أجنبية.. (6) من هنا صدر قرار الحكومة بوقف الجمعية في عام 79 أي أن الجمعية لم تمكث على الساحة سوى ستة أعوام بدأت في 22 / 8 / 73 وانتهت في 2 / 12 / 79..
وجاء في قرار الوقف أن الجمعية تمثل خطورة على عقائد الناس ووحدة صفوفهم ببث أفكار غريبة تخالف الدين الإسلامي وتؤيد الفكر الشيعي. وهذا يعني أن الجمعية ارتكبت المخالفة التي تبيح حلها حسب قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة الذي ينص على أنه يجوز حل الجمعية في حالة إذا ما ارتكبت مخالفة جسيمة للقانون أو إذا خالفت النظام العام والآداب.. (7)