أعداء الإسلام من اختراقها واستغلالها في إضفاء المشروعية على موقفها المعادي للثورة..
لقد طوقت الساحة الإسلامية في مصر بحرب إعلامية عاتية شرسة حيث صبت حمم غضبها على الشيعة وإيران واستخدمت فيها كل الوسائل الاعلامية من مقابل وكتاب وخطب ومؤتمرات وتم شراء الكثير من الكتاب والصحفيين والدعاة والرموز الإسلامية البارزة في الوسط الإسلامي ودور النشر والصحف الإسلامية.
ولم ينج من هذه الفتنة سوى عدد قليل من الدعاة أصحاب البصيرة أما البقية فقد غرقوا في موجات النفي المتتابعة والتي كانت تتدفق على الساحة الإسلامية من السعودية والعراق اللتان كانتا تذكيان نار الفتنة وتأججان نارها.
وكانت سفارة السعودية وسفارة العراق في القاهرة تنفقان بغير حساب من أجل تشوية الشيعة وإيران والإمام الخميني. وكانت الحكومة ترقب هذا الوضع وتعمل على دعمه..
قادة المواجهة:
كان الدور الأجنبي واضح في حملة العداء ضد الشيعة بينما كانت الأدوات المصرية التي تقود المواجهة لها دوافعها الذاتية التي لا تخرج عن دوافع أربعة:
الأول: الدافع العقائدي وهو محرك التيار السلفي الوهابي الذي يواجه الشيعة من خلال موقف عدائي نابع من قناعته بضلالها وانحرافها. ونابع من إيمانه بضرورة جهادها والحيلولة دون انتشار عقائدها (الفاسدة) بين المسلمين.
وهو بهذه الصورة يصبح لديه القابلية للصدام مع الشيعة بصورة تلقائية بوصفها عدوا يشكل خطرا على معتقداته. من هنا وبمجرد إعلان الحرب على الشيعة في مصر تزعم هذا التيار هذه الحرب على الفور وكان له الدور الأكبر في تحريض الاسلاميين عليها ودفعهم إلى الكفر بها..
وهذا التيار بمثل أغلب اتجاهات المكتبات ودور النشر المصرية التي أسهمت في نشر معظم الكتب المعادية للشيعة طوال فترة الثمانينات.. (4)