ولم يقف الحد عند إيقاف الجمعية فقط بل تم مصادرة المسجد الوحيد التابع للجمعية والذي كان يحمل اسم مسجد آل البيت وضم إلى مساجد الحكومة.. (8) كلمة القضاء:
ومع بداية عام 81 بدأ القضاء ينظر الدعوى المرفوعة من القائمين بأمر الجمعية ضد الحكومة والتي يطالبون فيها بعودة الجمعية ووقف تنفيذ قرار الحل.
ولقد كان الدفاع يركز في مرافعته عن الجمعية على الاتهام الموجه لها بأنها تمثل خطورة على عقائد الناس وأكد عدم اشتغال الجمعية بأي مذهب فقهي سواء من المذاهب الشيعية أو مذاهب أهل السنة وعدم ارتكابها لأي أمر مخالف للشرع.. (9) والحقيقة أن الجمعية لا شأن لها بالمذاهب الفقهية ولا بالعقائد إذ هي ليست جهة دراسة أو فتوى أو وعظ عام. ثم إن الجمعية تركز هدفها في العمل بالتعبد لله تعالى ومن التعبد لله تعالى إلى العمل على حب رسوله الكريم والتأسي به وبآله الصالحين الأبرار وإحياء ذكراهم لإحياء نفوس المسلمين وجمعهم حول القدوة الحسنة وحول معنى العمل الصالح بما يؤلف بين القلوب ويجمعها على الالتفاف حول الخير والبر تأسيا بأئمة البر والتقوى من آل المصطفى الذين عززهم الله وكرمهم حتى في كتابه الكريم. ومن ثم فإنه لبهتان وزور أن ينسب إلى الجمعية أي خطأ يلصق بها الأضرار بعقائد الناس ووحدة صفوفهم.. (10) وكان الموقوف العدائي الذي اتخذته الحكومة من إيران قد انعكس بوضوح على قضية الجمعية حيث إن الجمعية شيعية وإيران تدين بالمذهب الشيعي فلا بد من الربط بينهما حسبما ادعت الحكومة..
والجمعية كانت تركز على إحياء ذكرى الرسول (ص) وآله الأبرار والعمل على مساعدة المحتاجين ودفن الموتى وإقامة الندوات الدينية دون انتماء إلى جماعات هدامة في الدين أو السياسة فقرار الوقف تجرد من سببه القانوني فهو جدير بالإلغاء.. (11)