نواحيه. وفي رعاية هذه الدولة وثبت العمارة الإسلامية وثبة قوية حتى قاربت الكمال لأن خلفاءها تباروا في إنشاء وتأسيس المساجد الكبرى والحصون والقصور والمناظر والحدائق والبساتين. وفي هذا العصر الزاهي انتشر الزخرف في واجهات المساجد وانتعش التصوير ونبغ المصورون وترقت ودقت صناعة الجص والأخشاب.. وكانت أيامهم كلها أعيادا بما ابتكروه من حفلات جمعت بين جلالة الملك وطرب الشعب وبهجته.. (37) * مواسم الفاطميين:
اشتهر العصر الفاطمي بكثرة المواسم والاحتفالات والإنفاق ببذخ عليها. وقد تفاعل المصريون مع هذه الاحتفالات والمناسبات وأحبوها لما كانت تمثله بالنسبة لهم من أهمية معنوية وترفيهية بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية حيث كانت توزع فيها العطايا من أموال وكسوة وطعام..
وأهم هذه المناسبات التي كان يحتفل بها الفاطميون. مناسبة رأس السنة الهجرية ومناسبة عاشوراء. ومولد النبي (ص). وعيد الفطر. وعيد النحر (الأضحى). وليلة النصف من شعبان. ومولد الإمام علي. ومولد الحسن. ومولد الحسين. ومولد فاطمة. وأول رمضان. وعيد الغدير. وموسم فتح الخليج. وكسوة الشتاء. وكسوة الصيف. ويوم النيروز. وليلة أول رجب ونصفه. وذلك غير المناسبات الأخرى الخاصة بخلفاء الفاطميين.. (38) وقد توقفت معظم هذه الاحتفالات بعد سقوط الفاطميين ولم يبق إلا القليل منها مما تبنته الدول التي قامت بعدهم. وتبنته الطرق الصوفية. توقف الاحتفال بمولد أئمة آل البيت عدا مولد الحسين. كما توقف الاحتفال بعيد الغدير وكسوة الشتاء والصيف وعاشوراء وشهر رجب. وبقي الاحتفال بليلة النصف من شعبان ورمضان اختصت به الطرق الصوفية. أما الاحتفال برأس السنة الهجرية ومولد النبي وعيد الفطر والأضحى فقد تبنته الدول الأيوبية والمملوكية والعثمانية واستثمرته إعلاميا ودعائيا لصالحها غير أنها قامت بتغيير تواريخ الاحتفال بهذه