في مصر الكثير من أعيان الشيعة الذين لا تزال آثارهم باقية حتى اليوم ومشاهدهم معروفة ومحل إقبال مسلمي مصر. فعلى الرغم من حملات التشويه والتعتيم التي لاقتها حركة التشيع في مصر وحملات البطش والكيد والتنكيل التي لا حقت أنصارها فيها من قبل الحكومات السنية المتعصبة بداية من الدولة الأموية وحتى الدولة العثمانية - على الرغم من ذلك بقت الرموز الشيعية بارزة وضاءة تعلن أمام الجميع أن للشيعة جذورها القوية والعميقة في هذا البلد.
ولقد كانت فترة الحكم الفاطمي التي بدأت بعد سقوط الأخشيديين هي فترة ازدهار النشاط الشيعي في مصر والذي كان قد طوق وضرب من قبل الحكومات التي سبقت الفاطميين. وقد تم التعتيم على هذه الفترة من قبل الحكم الأيوبي الذي ورث حكم مصر بعد سقوط الفاطميين ومن قبل المماليك والعثمانيين من بعد ذلك حيث تم تحويل مصر من دولة شيعية حكومة وشعبا إلى دولة سنية بالحديد والنار وإن كانت بقيت عقيدة آل البيت وحبهم وموالاتهم باقية في نفوس الجماهير.. (1) وليس ما يجري أمامنا في ذكرى مولد السيدة زينب ومولد الحسين ومولد السيدة نفيسة إلا دليلا على كون هذه الرموز لا تزال تعيش في وجدان وقلوب المصريين.
كما أن حركة التصوف المنتشرة في مصر والتي لها وجودها البارز في الشارع العصري إنما تستمد وجودها ونفوذها من هذه الرموز وبرفع شعار آل البيت..