ويقول ابن كثير عن آخر الخلفاء الفاطميين العاضد: وكان العاضد كريما جوادا سامحه الله.. (74) ويقول ابن إياس عنه: وبه انقرضت دولتهم. ولم يكن لها من المساوئ سوى أنهم كانوا رافضة يسبون الصحابة كل يوم جمعة على المنابر.. (75) وكان لموت العاضد بمصر يوم عظيم إلى الغاية وعظم مصابه على المصريين إلى الغاية ووجدوا عليها وجدانا عظيما لا سيما الرافضة فإن نفوسهم كادت تزهق حزنا لانقضاء دولتهم من ديار مصر وأعمالها.. (76) وكما أن المؤرخين أثنوا على الخلفاء الفاطميين. أثنوا أيضا على وزرائهم وقادة جيوشهم.
يقول ابن الأثير عن جوهر الصقلي فاتح مصر وباني القاهرة وكان يظهر الإحسان إلى الناس ويجلس بنفسه في كل يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء. ولم يبق بمصر شاعر إلا رثاه وذكر مآثره حين موته.. (77) ويقول أيضا عن الأفضل بن أمير الجيوش كان حسن السيرة عادلا. وقد قتل في عام 515 ه من قبل الإسماعيلية لتبنيه المذهب الشيعي الإمامي وتضييقه على الخليفة الآمر بأحكام الله وتوسعته على أهل السنة والنهي عن معارضتهم وإذنه للناس في إظهار معتقداتهم والمناظرة عليها.. (78) ويقول ابن تغري بردي عن طلائع بن زريك وزير الفائز: وساس الأمور وتلقب بالملك الصالح وسار في الناس أحسن سيرة وفخم أمره وكان أديبا مائلا للإمامية.. (79) ويقول المقريزي عنه: كان شجاعا كريما جوادا فاضلا محبا لأهل الأدب جيد الشعر رجل وقته فضلا وعلما وسياسة وعقلا وتدبيرا. كان مهابا في شكله عظيما في سطوته وكان محافظا على الصلوات فرائضها ونوافلها شديد المغالاة في التشيع.. (80)