المضمار.. ولا أكاد أعرف دولة من الدول الإسلامية أقامت للشعراء هذا التمجيد.
أو اهتمت بهم هذا الاهتمام فلا غرو إذا إن ازدهر الشعر المصري ازدهارا لم يعرف من قبل.. (21) ويقول الدكتور عبد المنعم الماجد:.. ويرجع الفضل إلى الفاطميين في خلق أهمية مركز مصر الدولي للتجارة. إذ أنهم عرفوا مزايا الموقع الجغرافي لمصر في مفترق القارات لتربط بين عالمين ولكي يسهل الفاطميون نقل التجارة بين الشرق والغرب فتحوا القنال بين النيل والبحر الأحمر وهو ما عرف في عهد المستنصر بالخليج الحاكمي نسبة إلى الحاكم بأمر الله.. (22) وقد ذكر الرحالة ناصر خسرو عندما مر بمصر في تلك الفترة: أن المصريين كانوا في حالة حسنة جدا. وأنه رأى أموالا يملكها بعض المصريين لو ذكرها أو وصفها لما صدقه أحد. فهي لا تقع تحت تحديد أو حصر. وهي للنصارى والمسلمين على السواء.. (23) وذكر أيضا: وقد رأيت الأمن والعدل فيما رأيت من بلاد العرب والعجم في أربعة مواضع: الأول بالدشت أيام نشكر خان. والثاني بالديلم أيام أمير الأمراء جستان بن إبراهيم والثالث بمصر أيام المستنصر بالله أمير المؤمنين. والرابع بطبس أيام الأمير أبي الحسن بن محمد. فلم أسمع على كثرة ما سافرت بهذه الجهات عن الأمن ولم أره.. (24) لقد أصحبت مصر لأول مرة في التاريخ مركز الحكم والتوجيه وتحولت القاهرة إلى عاصمة للعالم الإسلامي كما أصحبت منارة العلم وقبلة المتعلمين وذلك بفضل الفاطميين الشيعة. وكانت الدولة الفاطمية تمتد من أقصى المحيط الأطلسي إلى الفرات وبلغت دعوتها إلى أقصى انتشارها ووصل غناها إلى الذروة. وهكذا كان حال الدولة الفاطمية حين تسلمها المستنصر بالله الخليفة الثامن من خلفاء الفاطميين.. (25) وكانت الدولة الفاطمية في خلافة الظاهر والد المستنصر في غاية الاستقرار والرفاهية ولأجل ذلك مال الظاهر إلى الدعة والراحة ولما جاء المستنصر ركن إلى