ومات المتوكل وجاء المستنصر فورد كتابه إلى مصر بألا يقبل علوي ضيعه.
ولا يركب فرسا. ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها. وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد. ومن كان بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة.. (8) وجاء المستعين واستمرت سياسة التهجير لشيعة مصر من الطالبيين..
وهذه السياسة التي مارستها حكومات بني العباس ضد أبناء آل البيت في مصر إنما كان الهدف منها القضاء على الوجود الشيعي في مصر بنفي قيادات الشيعة والعناصر الفاعلة في دائرتها ليتم عزل جماهير الشيعة تمهيدا لاحتوائها وتصفيتها..
وفي عام 252 ه قامت ثورة شيعية بالإسكندرية بقيادة جابر بن الوليد المدلجي واجتمع إليه خلق كثير من بني مدلج وهزم جيش العباسيين وقوي أمره وأتاه الناس وتمكن من السيطرة على الوجه البحري. إلا أن هذه الثورة لم تنجح.. (9) ثم حدثت ثورة أخرى صغيرة قادها بغا الأكبر - يمتد نسبه إلى الحسين - في الصعيد. وقامت بعدها ثورة أخرى قادها بغا الأصغر فيما بين الإسكندرية وبرقة في عام 255 ه. في عهد ابن طولون وسار في جمع إلى الصعيد لكنه قتل..
وثار ابن الصوفي العلوي في الصعيد واستولى على إسنا وهزم جيش ابن طولون لكنه هزم في إخميم وفر إلى مكة وقبض عليه ابن طولون بعد ذلك..
وفي عهد خمارويه بن أحمد بن طولون ظهر رجل ينكر أن أحدا خيرا من أهل البيت فوثب عليه العامة وضرب بالسياط في عام 285 ه.. (10) وحدث صدام بين جمع من الأهالي والجند أمام الجامع العتيق - جامع عمرو - بسبب لوحة على باب الجامع ذكر فيها الصحابة والقرآن. وأراد الأهالي خلعها فتصدى لهم الجند ووقعت إصابات في الجانبين.. (11) يقول المقريزي: وما زال أمر الشيعة يقوى في مصر إلى أن دخلت سنة 350 ه ففي يوم عاشوراء وقعت منازعة بين الجند وبين جماعة من الرعية عند قبر كلثوم