وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (27) وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) لعمار تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار (28) وحديث السر الذي كشفته عائشة وحفصة في سورة التحريم ذلك السر الذي كان يتعلق بموقف كلا من أي بكر وعمر بعد وفاة الرسول.. (29).
إن مثل تلك الروايات إنما تشير إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد أجلى الأمور أمام الأمة وحدد لها معالم الانحراف عن خط الإسلام. وهي تشير أيضا إلى أن هناك الكثير من الصحابة الذين كانت لديهم دراية بأخبار الحوادث التي سوف تقع بعد وفاة الرسول مثل حذيفة.. (30) ومن المعروف أن الإمام علي لم يشهر سيفا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلا على أهل القبلة وقد شهر هذا السيف في وجه عائشة والزبير وطلحة ومعاوية وابن العاص والخوارج. وهذا كله يشير إلى أن لديه علم خاص يبيح له فعل ذلك..
كما أنه من المعروف أن جميع العقائد والاتجاهات التي خالفت خط الإمام علي وفي مقدمتها عقيدة أهل السنة قد قامت على التأويل.. (31).
إن الإمام قد تعايش مع واقع رافض له غير راض عنه لا مستسلما له. وهو فوق ذلك له وضعه المتميز فيه والذي يتلائم مع مكانته وقدره ووزنه. وفد اتخذه كل من الخليفة الأول والثاني مستشارا شرعيا وسياسيا له..
يقول الإمام: أما والله لقد تقمصها فلان - أبو بكر - وإنه ليعلم أن محلي منها