السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٦
إن هذا البلاغ إنما هو إشارة صريحة من قبل الرسول إلى قطاع من صحابته يبدو من مواقفهم وممارساتهم ما يدعو إلى هذا التحذير..
ولعل هذا هو المعلم الوحيد الذي تبرزه رواية البخاري فيما يتعلق بمستقبل الدعوة وحال الأمة بعد وفاة الرسول..
ولا يوجد ما يبرر الصراع والتطاحن وشهر السيوف وضرب الأعناق بعد الرسول إلا الحكم والسعي نحو الفوز به..
ولقد كانت ولاية أبي بكر سببا مباشرا في قيام صراع مسلح بين المسلمين حسمته السيوف بقسوة فيما سمي بقتال مانعي الزكاة...؟؟
وما ذكره البخاري هو جزء من خطبة الوداع أما بقيتها فقد شتتها كعادته بين الأبواب التي ترتبط بموضوعاتها. فالجزء الخاص منها بالربا وضعه في باب الربا والجزء الخاص بالنساء وضعه في باب يلائمه وهكذا.. وهذا من شأنه أن يضيع المفهوم العام لخطبة الوداع ويبدد أغراضها..
أما رواية مسلم فهي رواية متكاملة حددت عدة معالم واضحة:
الأول: حفظ الدماء..
الثاني: نبذ الجاهلية..
الثالث: وضع الربا..
الرابع: احترام النساء..
الخامس: الاعتصام بالكتاب والسنة.
السادس: طاعة الحكام..
السابع: حفظ الحقوق بين المسلمين..
الثامن: البلاغ والشهادة..
وكون أن الرسول يوصي أمته بحفظ الدماء ونبذ الجاهلية واحترام النساء وحفظ
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة