وروى ابن عبد البر في الإستيعاب بسنده عن عثمان بن صهيب عن أبيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: الذي عقر الناقة - يعني ناقة صالح - قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا - يعني يافوخه - ويخضب هذه - يعني لحيته (1) -.
وروى الأعمش عن حبيب بن ثابت عن ثعلبة الحاني: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لتخضبن هذه - يعني لحيته - من دمي هذا - يعني رأسه (2) -.
ويقول ابن عبد البر: وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لعلي رضي الله عنه: أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا - وضع يده على رأسه - يعني يخضب هذه - يعني لحيته -.
وذكره الطبري وغيره، كما ذكره ابن إسحاق في السيرة، وهو معروف من رواية محمد بن كعب القرظي عن يزيد بن جشم عن عمار بن ياسر، وذكره ابن أبي خيثمة من طرق - وكان قتادة يقول: قتل علي رضي الله عنه، على غير مال احتجبه، ولا دنيا أصابها (3).
وعن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان علي رضي الله عنه - إذا رأى ابن ملجم - قال:
أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد وكان علي رضي الله عنه، كثيرا ما يقول: ما يمنع أشقاها، أو ما ينتظر أشقاها، أن يخضب هذه من دم هذا، يقول: والله لتخضبن هذه من دم هذا، ويشير إلى لحيته ورأسه، خضاب دم، لا خضاب عطر ولا عبير.