لماذا اخترت مذهب أهل البيت - الشيخ محمد مرعي الأنطاكي - الصفحة ٦٥
الإمام السيد الحسين الطباطبائي البروجردي (1) قدس الله روحه الطاهرة وأسكنه فسيح جنته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا " بمنه
(1) قال المؤلف: الإمام الأكبر البروجردي: هو عميد الفرقة الحقة المحقة، سيد الطائفة، وزعيم الشيعة، ومنار الشريعة، وعلم من أعلام الأمة، ونائب الأئمة، ونيقد من نياقد علماء المسلمين، وركن من أركان الدين، وطود من أطواد الطائفة، وممثل الكيان الهاشمي في العصر الحاضر، ويحق للشيعة أن تفتخر به وبعلمه المتدفق، وشرفه الوضاح، وورعه الراسخ، ومنطقه الذلق، ودعوته الناجعة، وقد اعترف بشخصيته وعظمته المؤالف والمخالف، وكفانا مؤنة التعريف به، شهرته الطائلة في ذلك كله، فقد تركته أجلى من أي تعريف، فما عسى أن يقول فيه المتشدق ببيانه، وكل ما يقوله دون أشواطه البعيدة، وصيته الطائر، وله في ترويج الدين والشريعة والمذهب بمواقفه البطولية، ونظراته العميقة، وأفكاره الذهبية، أياد بيضاء، وفي إزاحة البدع والمنكرات قدم راسخة، وقد وقف للدين والعلم موقف الأسد الباسل المناضل، وضرب الباطل بيد من حديد حتى عاد كحديث أمس الدابر، وذلك ما خلد له التاريخ من صحيفة ناصعة تضئ مع الشمس المنيرة.
توفي رحمه الله عن عمر ناهز الثمانين في اليوم الثالث عشر من شهر شوال سنة 1380 ه وكان لفقده الطامة الكبرى التي أرخت لها العيون دموعا " قانية، وتفطرت القلوب من عظم خطبه الفادح وكربه الممض المرض.
ولعمر الحق إنها لمصيبة كبدت الإسلام، وخسارة لا تتدارك، وأوسعته ثلمة لا تسد، ولم يثبت التاريخ نبأ زعيم ديني أكبر منه في القرون الإسلامية، وإن شئت ترجمة هذا الإمام الهمام، فراجع كتب التراجم، فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا ".