لماذا اخترت مذهب أهل البيت - الشيخ محمد مرعي الأنطاكي - الصفحة ٣٦٨
ما علمنا أن أحدا " من هذه الأمة بعد رسول الله أزهد من علي بن أبي طالب، ما وضع لبنة، ولا قصبة على قصبة (1).
وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) خبر المحاكمة الشهيرة التي وقعت عند عمر بن عبد العزيز في امرأة حلف زوجها عليها بالطلاق في أن عليا " عليه السلام خير هذه الأمة، وأفضلها بعد نبيها صلى الله عليه وآله وادعى أبوها أنها قد طلقت منه، فجمع عمر بن عبد العزيز الهاشميين والأمويين عنده، وعرض عليهم الحكم، فقام هاشمي من بني عقيل، وقال: (بر قسمه).
ولم تطلق زوجته، ثم احتج على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله من تفضيله لعلي عليه السلام على سائر الأمة، فقال عمر:
صدقت وبررت يا عقيلي.
ثم قال: والله يا بني عبد مناف ما نجهل ما يعلم غيرنا، وما بنا إلا عمى في ديننا!! والقصة مشهورة (2).

(١) رواه الحنفي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: ٣٢٦ عنه إحقاق الحق: ١٧ / ٦١٨.
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة: ٤ / ٢٤، والخوارزمي في المناقب: ٧٠، وابن كثير في البداية والنهاية: ٨ / ٥٥ بإسنادهم إلى سفيان (مثله)، عنها إحقاق الحق: ٨ / 247.
(2) ذكر الخبر ابن أبي الحديد في شرح النهج: 20 / 222 بعد إيراده لقوله عليه السلام:
(يهلك في رجلان: محب مفرط، وباهت مفتر) وقول الرضي رحمه الله تعالى: وهذا مثل قوله عليه السلام: (يهلك في اثنان: محب غال، ومبغض قال).
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست