الدين وإتمام النعمة عند نزول الوحي بالإخوة بين المسلمين؟
أقول: ففي هذا كفاية لأولي الأبصار، وحجة تقطع على الخصم الاعتراض على دعوى الشيعة في مدعاهم بخلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل.
ولنا أدلة كثيرة أخرى على إثبات مدعانا في أمر خلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مباشرة غير الذي ذكرنا، فنحيل القارئ إلى مظانها، فهناك طائفة كبيرة من علماء المسلمين من الفريقين، ألفوا كتبا جمة مطولة ومختصرة في موضوع الغدير الأغر، وأما ما ذكروه في ضمن موسوعاتهم، فهي مما لا تحصى كثرة، ولم تستقصى عدا.
واعلم إنما قدمناه لك خمس آيات من القرآن المجيد وهي:
(آية الولاية) و (وآية التطهير) و (آية المباهلة) و (آية المودة) و (آية التبليغ)، وهذه الآيات تدل على اختصاص أمير المؤمنين علي عليه السلام بالخلافة فورا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل بنص قاطع لا يدع لمنكر مساغا في الرد علينا بمدعانا في تثبيت علي عليه السلام، وقد انجلى بهذه الآيات الخمسة التي أوردها علماء الإسلام وصححها أكابر علماء السنة عدا علماء الشيعة في أمر الخلافة لعلي عليه السلام.
فينبغي لكل ذي ضمير حر، ووجدان صحيح أن يستسلم، ويدع المنابذة الكائنة بين الفريقين (الشيعة والسنة) إذ أن الشيعة لم يأتوا شيئا إدا، بل أثبتوا مدعاهم من القرآن والسنة جميعا، فأي لوم على من أثبت مدعاه من كتاب الله وسنة نبيه، مع