أما الفرقة التاسعة فقالت: إن الإمام محمد بن علي بإشارة أبيه إليه ونصبه له إماما ونصه على اسمه وعينه، ولا يجوز أن يشير الإمام بالإمامة والوصية إلى غير إمام فلا ثبتت إمامته على أبيه، ثم بدا لله في قبضه في حياة أبيه أوصى محمد إلى جعفر أخيه بأمر أبيه ووصاه ودفع إليه الوصية والعلوم والسلاح إلى غلام يقال له نفيس كان في خدمة أبي الحسن (الهادي) وكان ثقة أمينا... وهكذا فالإمامة صارت لجعفر بن علي بوصية أخيه محمد وهذه الفرقة تسمى النفيسية (1).
وقد ظهرت فرقة من النفيسية قالت: إن الإمامة لجعفر بوصية نفيس إليه عن محمد أخيه، وأنكروا وصية الحسن بن علي (العسكري) وقالوا: لم يوص إليه أبوه ولا غير وصيته إلى محمد ابنه (2).
ويقول النوبختي وهذه الفرقة تتقول على أبي محمد الحسن بن علي (العسكري) تقولا شديدا وتكفره وتكفر من قال بإمامته وتغلو في القول في جعفر وتدعي أنه القائم وتفضله على ابن أبي طالب وتعتقد في ذلك بأن القاسم أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
ويسمي سعد القمي هذه الفرقة النفيسية الخالصة (4).
وتقول الفرقة العاشرة: إن الحسن بن علي قد توفي وهو الإمام وخلف ابنا بالغا يقال له محمد وهو الإمام من بعده وأن الحسن العسكري أشار إليه ودل عليه وأمره بالاستتار في حياته خوفا عليه، فهو مستتر خائف تقية من عمه جعفر وأنه قد عرف في حياة أبيه ولا ولد للحسن بن علي (العسكري) غيره، فهو الإمام وهو القائم لا محالة، واعتلوا في ذلك بخبر يروي عن الصادق أنه قال القائم من يخفي ولادته على الناس ويخمل ذكره ولا يعرفه الناس (5).