لذلك تمسكت الشيعة الإمامية بإمامة الحسن العسكري وأقرت بوفاته كما آمنت أن له خلفا من صلبه وأنه الإمام بعد أبيه الحسن العسكري لكنه مستتر خائف مغمور ومأمور بذلك حتى يأذن الله عز وجل له فيظهر ويعلن أمره (1).
ومن هنا بدأت فكرة غيبة الإمام التي تطورت فيما بعد وأصبحت من عقائد الإمامية الأساسية المتعلقة بالإمامة.
وقد عللت الإمامية اختفاء الإمام تقية كما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال نبوته بترك إظهار أمره والسكوت والاختفاء من أعدائه والاستتار وترك إظهار النبوة التي هي أجل وأعظم من الإمامة ومثلوا لذلك بالهجرة إلى الحبشة واختفاء النبي في الغار (2).
كما احتجوا بحديث عن علي بن أبي طالب قال إن الله لا يخلي الأرض من حجة له على خلقه ظاهرا معروفا أو خافيا مغمورا لكي لا تبطل حجته وبيناته (3).
وقالوا: هو غائب خائف مغمور مستور بستر الله متبع لأمره عز وجل ولأمر آبائه، بل البحث عن أمره وطلب مكانه والسؤال عن حاله وأمره محرم لا يحل ولا يسع لأن في طلب ذلك وإظهار ما ستره الله عنا وكشفه وإعلان أمره والتنويه باسمه معصية لله والعون على سفك دمه ودماء شيعته وانتهاك حرمته (4).
وقالوا أيضا في اختفائه: والإمام أعلم بأمور نفسه وزمانه وحوادث أمور الله منا وقد قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (الصادق): وهو ظاهر الأمر معروف المكان مشهور الولادة والذكر لا ينكر نسبه، شائع اسمه وذكره في الخاص والعام من سماني باسمي فعليه لعنة الله وقد كان الرجل