نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٨٧
فنلاحظ هنا التأكيد على الظهور بالسيف، بعد أن امتنعت الشيعة الإمامية عن إشهار السيف بوجه الظالم في الفترة السابقة.
كما يذكر الطوسي لا علة تمنع من ظهوره (المهدي) إلا خوفه على نفسه من القتل لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق والأذى، فإن منازل الأئمة وكذلك الأنبياء إنما تعظم لتحملهم المشاق العظمية في ذات الله تعالى (1).
كما تذكر الشيعة أن للقائم غيبة صغرى وأخرى طويلة الأمد، فقد ذكر النعماني عن محمد بن يعقوب... عن إسحاق بن عمار قال قال: أبو عبد الله: للقائم غيبتان إحداهما طويلة والاخرى قصيرة، فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصته من شيعته والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه (2).
كما تروي الشيعة أن للقائم أيام غيبته سفراءا بينه وبين شيعته وهؤلاء من خاصة الشيعة الموثوق بهم وعن طريقهم يجري الإتصال بين المهدي وشيعته (3).
كما كانت تصدر منه (المهدي) توقيعات إلى شيعته فيما يشكل عليهم من أمور الدين ويذكر الطوسي عددا من هذه التوقيعات، ومن جملة ما ذكره عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي: قال:
اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الأئمة أن يخلقوا أو يرزقوا، فقال قوم: هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل...
وتنازعوا في ذلك، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه مع أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (من السفراء أيام الغيبة ) فخرج إليهم من جهته (المهدي) توقيع نسخة:

(١) الطوسي: الغيبة ص ١٩٩.
(٢) النعماني: الغيبة ص ٨٩.
(٣) الطوسي: الغيبة ص ٢١٤ وما بعدها وانظر الحائري: إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ص 424 وما بعدها.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298