أما الفرقة الحادية عشرة: فقد قالت أيضا بموت الحسن بن علي (العسكري) وأن لا خلفا ذكرا يقال له علي ، وكذبوا القائلين بمحمد وزعموا أنه لا ولد للحسن غير علي وأنه قد عرفه خاصة أبيه وشاهدوه وهي فرقة قليلة بناحية سواد الكوفة (1).
وقالت الفرقة الثانية عشرة: إن للحسن بن علي ولدا ولد بعده بثمانية أشهر وأنه مستتر لا يعرف اسمه ولا مكانه، واعتلوا في تجويز ذلك بحديث يروي عن أبي الحسن الرضا أنه قال إنكم ستبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع (2).
الفرقة الثالثة عشرة، قالت: لا ولد للحسن بن علي أصلا... ولو جاز أن يقول في مثل الحسن بن علي (العسكري) وقد توفي ولا ولد له ظاهر معروف وأن له ولدا مستورا لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبي أن يقال خلف ابنا رسولا (3).
أما الفرقة الرابعة عشرة: فقد اختلف عليها الأمر فقالت إلا انا نقول أن الحسن بن علي (العسكري) كان إماما مفترض الطاعة ثابت الإمامة وقد توفي وصحت وفاته والأرض لا تخلو من حجة فنحن نتوقف ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعده إذ لم يصح عندنا أن له خلفا وخفي علينا أمره حتى يصح لنا الأمر ويتبين ونتمسك بالأول كما أمرنا، أنه إذا هلك الإمام ولم يعرف الذي بعده فتمسكوا بالأول حتى يتبين لكم الآخر، فنحن نأخذ بهذا ونلزمه ولا ننكر إمامة أبي محمد (الحسن العسكري) ولا موته ولا نقول إنه رجع بعد موته ولا نقطع على إمامة أحد من ولده (4).
نلاحظ أنه بعد أن وضحت فكرة الإمامة عند الشيعة وعرفوا منزلة الإمامة وصفاته كما علموا بوجوب الإمامة وعدم خلو الأرض منها، وأن الإمامة محصورة في أولاد الحسين وأنها لا يمكن أن تكون إلا في (1) سعد القمي: المقالات والفرق ص 114.
(2) ن. م ص 114.
(3) ن. م ص 115.
(4) سعد القمي: المقالات والفرق ص 115. (*)