وكذلك روي عن علي بن عمرو العطار قال دخلت على أبي الحسن العسكري وأبو جعفر ابنه في الأحياء وأنا أظن أنه هو، فقلت له: جعلت فداك من أخص من ولدك؟ فقال: لا تخصوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري قال فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر؟ قال فكتب إلي: في الكبير من ولدي قال وكان أبو محمد أكبر من أبي جعفر (1).
ويروي الكليني عن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنهم حضروا يوم وفاة محمد إلى أبي الحسن علي يعزونه قالوا: قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه، فنظر إليه أبو الحسن بعد ساعة فقال: يا بني أحدث الله عز وجل شكرا فقد أحدث فيه أمرا فبكى الفتى وحمد الله واسترجع ، وقال: الحمد لله رب العالمين وأنا أسأل الله تمام نعمته لنا فيك وإنا لله وإنا إليه لراجعون، فسألنا عنه فقيل هذا الحسن ابنه وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجع فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة أقامه مقامه (2).
ويؤكد المفيد إمامة الحسن العسكري ويقول: وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد ابنه أبا محمد الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل فيه وتقدمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الإمامة ويقتضي له الرياسة (3).
أما ما هي الشروط التي توجب الإمامة فهي: العلم، والزهد، كمال العقل، والعصمة، والشجاعة، والكرم ، وكثرة الأعمال المقربة إلى الله عز وجل ثم النص (4).