خروج مهدي وتذهب في ذلك إلى بعض معاني البداء (1).
والفرقة الرابعة قالت: إن الحسن بن علي قد مات وصح موته وأن الإمامة انقطعت حتى يبعث الله قائما من آل محمد، إن شاء بعث الحسن وإن شاء بعث غيره من آباءه، ولا بد من ذلك لأن قيام القائم وخروج المهدي حتم من الله، كما أن النبوة انقطعت وأنه لا نبي بعد محمد ولكن يكون فترة كما كانت بين محمد وبين عيسى بن مريم لم يكن فيها رسول ولا نبي ولا إمام فكذلك الأمر يكون في هذه الحال، لأن وفاة الحسن بن علي قد صحت وصح أنه لا خلف له فقد انقطعت الإمامة ولا عقب له وإذ لا يجوز إلا أن يكون في الأعقاب ولا يجوز أن ينصرف إلى عم ولا ابن عم ولا أخ بعد حسن وحسين فهي منقطعة إلى القائم منهم (2).
ويلاحظ هنا التأكيد على أن الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب بعد الحسن والحسين ووضوح هذه الفكرة.
أما الفرقة الخامسة فقالت: إن الحسن وجعفر ابنا علي الهادي لم يكونا إمامين، فإن الإمام كان محمد الميت في أيام أبيه الهادي كما أن علي الهادي لم يوص إليهما بالإمامة ولا أشار إليهما وإنما ادعيا ما لم يكن لهما بحق، لذلك أن الحسن العسكري توفي ولا ولد له كما أن جعفر لا يصلح للإمامة لأنه ظاهر المجانة والفسق (3).
ولما كانت شروط الإمام كما مر بنا أن يكون معصوما من الزلل طاهرا من الآفات عفيفا لذلك رجعوا إلى إمامة محمد بن علي إذ لم يظهر منه إلا العفاف والصلاح وإذ قد ثبتت إشارة أبيه إليه بالإمامة والإمام لا يشير إلى غير إمام (4).
كما ذكر بعضهم أن الحسن بن علي العسكري حي لم يمت وأن أباه