من أوليائه وشيعته يلقاه في الطريق فيحيد عنه ولا يسلم عليه تقية، فإذا لقيه أبو عبد الله شكره على فعله (1).
وأوجبوا التقية في هذا الزمان لشدة الطلب وضيق الأمر وجور السلطان عليهم وقلة رعايته لحقوق أمثالهم ، ومع ما لقي أبو الحسن من المتوكل وما حل بأبي محمد (العسكري) من صالح بن وصيف وما نالت الشيعة من الأذى والتعنت (2).
كما تؤكد الشيعة الإمامية بأن إمامته قد صحت بشهادة الشهود لأن الإشارة بالوصية من إمام إلى إمام بعده لا تصح ولا تثبت إلا بشهود عدول من خاصة الأولياء أقل ذلك شاهدان فما فوقهما (3).
وهكذا فالشيعة الإمامية تقول: إن الإمامة في عقب الحسن بن محمد ما اتصلت أمور الله ولا ترجع إلى أخ ولا عم ولا ولد، ولد ومات أبوه في حياة جده ولا يزول عن ولد الصلب ولا يكون أن يموت إمام إلا ولد له لصلبه وله ولد ولد (4).
فيلاحظ هنا التأكيد على إمامة الولد بعد الوالد.
ويذكر سعد القمي فهذه سبيل الإمامة وهذا المنهاج الواضح والغرض الواجب اللازم الذي لم يزل عليه الإجماع من الشيعة الإمامية (5).
ويقول المفيد: ووصف الفريق من الشيعة بالإمامية فهو علم على من دان بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان وأوجب النص الجلي والعصمة والكمال لكل إمام ثم حصر الإمامة في ولد الحسين بن علي (6).