غيبه وستره خوفا عليه (1).
أما الفرقة السادسة فقالت: إن الحسن (العسكري) توفي ولا عقب له والإمام بعده جعفر بن علي أخوه وإليه أوصى أبوه ومنه قبل جعفر الوصية وعنه صارت إليه الإمامة (2).
وهؤلاء شابهوا مذهب الفطحية في عبد الله وموسى ابني جعفر (الصادق) وزعموا أن هذا من طريق البداء كما بدا لله في إسماعيل بن جعفر فأماته وجعل الإمامة في عبد الله وموسى، فكذلك جعلها في الحسن ثم بدا له أن يكون في عقبه فجعلها في أخيه جعفر جعفر الإمام من بعد الحسن بن علي ( العسكري) (3).
وقالت الفرقة السابعة: إن جعفر بن علي هو الإمام وأن إمامته كانت من قبل أبيه علي بن محمد (الهادي) وأن القول بإمامة أخيه الحسن خطأ وجب الرجوع عنه إلى إمامة جعفر لأن الإمامة لا يجوز أن تكون فيمن لا خلف له والحسن (العسكري) قد توفي ولا عقب له وقالوا: وإن الإمام بإجماعنا جميعا لا يموت إلا عن خلف ظاهر معروف يوصي إليه ويقيمه مقامه بالإمامة، فالإمامة لا ترجع في أخوين بعد حسن وحسين، فالإمام لا محالة جعفر بوصية أبيه إليه (4).
الفرقة الثامنة: قالت بمثل مقالة الفطحية إن الحسن بن علي توفي وهو إمام بوصية أبيه إليه، وإن الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام ممن بقي منهم بعد أبيه، لا ممن مات في حياة أبيه ولا في ولده ولا أشار أبوه إليه لأن من ثبتت إمامته لا يموت أبدا وخلف له من صلبه والإمام لا يوصي إلى ابن ابن ولا يجوز ذلك فالإمام بعد الحسن بن علي جعفر أخوه ولا يجوز غيره إذ لا ولد للحسن معروف ولا أخ إلا جعفر في وصية أبيه كما أوصى جعفر بن محمد إلى عبد الله لمكان الأكبر (5).