كما ظهرت فرق أخرى من الغلاة منهم العلبائية وقد ادعى هؤلاء أن محمدا عبدا لعلي وعلي هو الرب وهؤلاء أصحاب بشار السعيري (1).
ولعل أخطر حركات الغلو التي ظهرت أيام الصادق الخطابية أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي، وكان هذا من أتباع جعفر الصادق وقد زعم أبو الخطاب أن لجعفر الصادق طبيعة إلهية وأن له معجزات وأنه يعلم الغيب (2).
وقد كثر أتباع أبي الخطاب في الكوفة فيذكر الكشي أن أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق (3).
وقد وقف الصادق موقفا صارما تجاه أبي الخطاب وأتباعه فمنع أصحابه من الإتصال بهم فروى المفضل بن يزيد أن أبا عبد الله الصادق قال له عندما ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال : لا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم (4).
ومن مبادئ الخطابية، أنهم زعموا أنه لا بد من وجود رسولين في كل عصر واحد ناطق والآخر صامت فكان محمد ناطقا وعلي صامتا وتأولوا في ذلك قول الله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) وقد قال بعضهم هما آلهة، ثم إنهم افترقوا لما بلغهم أن الصادق لعنهم وتبرأ منهم كما لعن أبا الخطاب وتبرأ منه (5).