كذبه (1).
كما ظهرت في أيامه دعوة لعمه محمد بن الحنفية قام بها المختار بن أبي عبيد الثقفي وادعى بأنه الإمام ولقبه بالمهدي والوصي وفي ذلك بقول السيد الحميري:
ألا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما أضر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والإماما وعادوا فيك أهل الأرض طرا * مغيبك عنهم سبعين عاما وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما لقد أمسى بمردف شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما (2 ولقد عاصر علي بن الحسين أيضا حركة عبد الله بن الزبير وكان شديد التحامل والبغض لبني هاشم حتى أنه ترك الصلاة على محمد في خطبه ولما سئل عن سبب ذلك قال إن له أهل سوء يشرئبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به (3 .
وهكذا عاصر علي بن الحسين هذه الأحداث فاتقاها وكان يقول: التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل:
وما تقاته قال: يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو يطغى (4) فأثرت فيه وجعلته يعتزل ويتخذ الزهد سبيلا له ونظرة إلى الصحيفة السجادية تلقي ضوءا كافيا على سيرة الإمام زين العابدين، كما أنها بما جاء فيها من وعظ ودعاء يمكن أن نعتبرها سلاحا شهر بوجه الأمويين قد يكون أبلغ أثرا من الثورة (5).