ولما ولي المتوكل الخلافة لقي الطالبيون شدة منه لأنه كان شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظا على جماعتهم... شديد الغيظ والحقد عليهم وسوء الظن والتهمة لهم... فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله (1).
وقد بالغ المتوكل في التشديد على العلويين حتى أنه منع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشئ وإن قل إلا وأنهكه عقوبة وأثقله عزما، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم يرقعنه ويجلس على مغازلهن عواري حواسر (2).
ومن آثار شدة المتوكل على العلويين أنه في سنة 237 ه أمر بهدم قبر الحسين وما حوله من المنازل والدور وأمر أن يحرث الموضع ويسقى ويبذر ومنع الناس من إتيانه وأمر بحبس كل من وجد عند الموضع (3).
وكان لهدم قبر الحسين أثره السيئ في نفوس المسلمين إذ تألموا من ذلك وكتب أهل بغداد شتم المتوكل على المساجد والحيطان كما هجاه الشعراء (4).
وقد كان لموقف حاشية المتوكل تأثيره أيضا في سياسته مع العلويين فقد أحاط بالمتوكل جماعة اشتهروا بالعداء لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته ومنهم وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان فحسن له القبيح في معاملتهم (5).