نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢١٥
وقد بينا موقف الصادق من ثورة زيد بن علي وموقفه من الدعوة العباسية التي دعت إلى الرضا من آل محمد ورفضه دعوة أبي سلمة وكذلك موقفه من أبناء عمه الحسن وتحذيرهم من الخروج.
ابتعد الصادق عن هذه الأحداث وكان موقفه دقيقا تجاهها، لذلك كان المفروض أن مثل هذا الموقف يجعله بمنأى من الخلفاء العباسيين، غلا أنه كما يبدو أن العباسيين كانوا يخشون الصادق وشيعته بالرغم من أنه لم تكن هناك دعوة للصادق يعرف بها.
ولا تزودنا المصادر التاريخية بأخبار الصادق مع أبي جعفر المنصور إلا قليلا إلا أن أخباره ترد في المصادر الإمامية وبعض المصادر غير الإمامية.
فيذكر المسعودي أن المنصور استقدم الصادق من المدينة إلى العراق بعد أن بلغته الوشايات فيه إلا أن الصادق استطاع ان ينفي كل ما وصل من الأخبار إلى المنصور حتى أن المنصور صدقه وأمر له بستة آلاف درهم وأرجعه إلى المدينة (1).
ويبدو مما يرويه الكليني أن المنصور كان يحاول الإيقاع بالصادق ليجد عليه حجة يدينه بها فقد ذكر: قال أبو عبد الله: سرت مع أبي جعفر المنصور في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم، قال: فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال لي: أتحلف على ما تقول؟ قال:
فقلت: إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فأنا إليك أحوج منك إلينا، فقال لي: تذكر يوما سألتك هل لنا ملك؟ فقلت:
نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام، في بلد حرام فعرفت أنه قد حفظ

(١) المسعودي (منسوب): إثبات الوصية ص ١٥٣.
نشأة الشيعة الإمامية ص ٢١٦ - ص 233
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298