وقد بينا موقف الصادق من ثورة زيد بن علي وموقفه من الدعوة العباسية التي دعت إلى الرضا من آل محمد ورفضه دعوة أبي سلمة وكذلك موقفه من أبناء عمه الحسن وتحذيرهم من الخروج.
ابتعد الصادق عن هذه الأحداث وكان موقفه دقيقا تجاهها، لذلك كان المفروض أن مثل هذا الموقف يجعله بمنأى من الخلفاء العباسيين، غلا أنه كما يبدو أن العباسيين كانوا يخشون الصادق وشيعته بالرغم من أنه لم تكن هناك دعوة للصادق يعرف بها.
ولا تزودنا المصادر التاريخية بأخبار الصادق مع أبي جعفر المنصور إلا قليلا إلا أن أخباره ترد في المصادر الإمامية وبعض المصادر غير الإمامية.
فيذكر المسعودي أن المنصور استقدم الصادق من المدينة إلى العراق بعد أن بلغته الوشايات فيه إلا أن الصادق استطاع ان ينفي كل ما وصل من الأخبار إلى المنصور حتى أن المنصور صدقه وأمر له بستة آلاف درهم وأرجعه إلى المدينة (1).
ويبدو مما يرويه الكليني أن المنصور كان يحاول الإيقاع بالصادق ليجد عليه حجة يدينه بها فقد ذكر: قال أبو عبد الله: سرت مع أبي جعفر المنصور في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم، قال: فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال لي: أتحلف على ما تقول؟ قال:
فقلت: إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فأنا إليك أحوج منك إلينا، فقال لي: تذكر يوما سألتك هل لنا ملك؟ فقلت:
نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام، في بلد حرام فعرفت أنه قد حفظ