الإمامة من أبناء علي إلى غيرهم وجاءت بآراء غريبة عن الشيعة كما فعل الكيسانية، ثم أطلقت هذه اللفظة على شيعة بني العباس كما سنرى ذلك.
ويبدو مما يرويه صاحب أخبار العباس أن هناك جماعة أو شيعة لأبي هاشم تأتم به فقد ذكر أن أبا هاشم قدم على الوليد بسبب نزاعه مع زيد بن الحسن، فوشى زيد بن الحسن بأبي هاشم وقال: إن له شيعة من أصحاب المختار يأتمون به ويحملون إليه صدقاتهم فحبسه الوليد (1).
وقد توسط علي بن الحسين (زيد العابدين) عند الوليد فأطلق أبا هاشم وقرب منزلته منه (2).
وهناك روايات تفيد أن أبا هاشم وفد على سليمان بن عبد الملك وأن سليمان خاف منه فدس له السم (3).
فلما مات أبو هاشم افترق أصحابه إلى عدة فرق منها من قال إن عبد الله مات وأوصى إلى أخيه علي بن محمد بن الحنفية (4).
وأخرى قالت: أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (5).
وقالت فرقة من أتباع أبي هاشم: إنه أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب لأنه مات عنده بأرض الشراة بالشام وأنه دفع الوصية إلى أبيه علي بن عبد الله بن العباس لصغر سن محمد بن علي عند وفاة أبي هاشم وأمره أن يدفعها إليه (6).
فنلاحظ أنه من هنا بدأ التحول في الإمامة إلى آل العباس وكانت هذه حجة بني العباس في انتقال الإمامة إليهم.