الحسن ثم للحسين بعد الحسن ثم إلى محمد بن الحنفية، بوصية أخيه الحسين إليه حين هرب من المدينة إلى مكة حين طولب بالبيعة ليزيد بن معاوية (١).
ولما توفي محمد بن الحنفية بالمدينة سنة ٨٩ ه تفرق أصحابه فرقا متعددة (٢ فظهرت فرقة تقول ان محمد بن الحنفية حي لم يمت وأنه مقيم بجبال رضوي بين مكة والمدينة وهو عندهم الإمام المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه يملأ الأرض عدلا وقسطا (٣).
فنلاحظ من هذا بداية فكرة المهدي المنتظر عند الكيسانية وقد لقب محمد بن الحنفية بالمهدي في حياته أيضا كما مر بنا من ادعاء المختار بأن محمد بن الحنفية أمره بطلب ثأر الحسين فكان يقول: إن المهدي ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم (٤)، كما أنه حينما يراسله كان يكتب من المختار إلى المهدي محمد بن علي (٥).
ويبدو أن الكيسانية متصلة في مبادئها بالسبيئة ففكرة الرجعة أول ما ظهرت عند السبئية بعد قتل علي (٦).
كما أن فكرة السبئية التي تقول أن عليا في الحساب ظهرت عند بعض فرق الكيسانية، فيذكر سعد القمي وزعمت فرقة من الكيسانية أن عليا في السحاب وأن تأويل قول الله تعالى: ﴿ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ﴾ (7) إنما يعني ذلك عليا (8).
وقالت الكيسانية أيضا بالوقف على الأئمة وهي في هذا تشابه السبئية