التي كانت أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم (1)، لذلك قالوا أن محمد بن الحنفية لم يمت ولكنه وضع ذلك مثلا لئلا يدركه الطالب كما وضع النبي عليا في موضعه وابانه في مضجعه ومضى مهاجرا فغيبه الله في جبل رضوى بين أسدين ونمرين تؤنسه الملائكة ويحرسه النمران لذلك قال كثير عزة (ت 105 ه) الشاعر وكان ممن قال بإمامته في ذلك العصر لما طال عليه أمره:
الا أن الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاء وسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبة كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء يغيب لا يرى فيهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء (2 وكما قال السبيئة بأن عليا إله (3)، كذلك قالت الكيسانية أتباع حمزة ابن عمارة البربري بأن محمد بن الحنفية هو الله (4).
ومن هنا يبدو أن قسما من أتباع المختار كانوا من السبئية، فيذكر البغدادي:
ان المختار خدعته السبئية الغلاة من الرافضة فقالوا له: أنت حجة هذا الزمان وحملوه على دعوى النبوة فادعاها عند خواصه وزعم أن الوحي ينزل عليه (5 .
كما أن الطبري يذكر أن المختار كان له كرسي يستنصر به فيورد رواية عن طفيل بن جعدة بن هبيرة أنه أراد أن يختبر المختار فأخذ كرسيا قديما من جار له ثم قال للمختار أنه كرسي يجلس عليه جعدة بن هبيرة كأنه يرى فيه أثره من علم، فأخذه المختار وكان يخرجه إلى المسجد ويقول: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن في هذه الأمة