وسميت الجماعة التي اعتقدت بإمامة محمد الحنفية الكيسانية (1). ويذكر الشهرستاني أن المختار كان يدعو إلى محمد بن الحنفية ويظهر أنه من رجاله ودعاته ، ويذكر علوما مزخرفة ينوطها به، ولما وقف محمد بن الحنفية على ذلك تبرأ منه ، وأظهر لأصحابه أنه إنما نمس على الخلق ذلك ليتمشى أمره ويجتمع الناس عليه (2).
وقد انقسمت الكيسانية إلى فرق عديدة وظهرت لها دعوات متعددة أيام محمد بن الحنفية، فمنهم من قال: إن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي وهو وصي علي ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلا بإذنه، وإنما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له ووادعه وصالحه بإذنه وخرج الحسين إلى قتال يزيد باذنه ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلا ومن خالف محمد بن الحنفية من أهل بيته وغيرهم فهو كافر مشرك (3).
وفرقة قالت: إنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين علي من محمد بن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد هو الإمام بعد الحسين (4).
وفرقة أخرى منهم قالت: إن عليا نص على إمامة ابنه الحسن، وإن الحسن نص على إمامة أخيه الحسين وإن الحسين نص على إمامة أخيه محمد بن علي وهو محمد بن الحنفية (5).
ويذكر البغدادي أن الكيسانية ترى أن الإمامة بعد علي كانت لابنه