مثله وأنه كان في بني إسرائيل التابوت فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون وان هذا فينا مثل التابوت وقامت السبئية ورفعوا أيديهم وكبروا ثلاثا... (1).
فيظهر أن السبئية كانت ملتفة حول المختار حتى أن أتباع المختار كانوا يسمون السبئية وفي ذلك يقول أعشى همدان:
شهدت عليكم أنكم سبئية * وأني بكم يا شرطة الشرك عارف وأقسم ما كرسيكم بسكينة * وإن كان قد لفت عليه اللفائف وان ليس في التابوت فينا وإن سعت * شبام حواليه ونهد وخارف (2 وهكذا فالكيسانية فرقة جديدة من فرق الشيعة إلا أنها لا تعد ضمن الشيعة الذين قالوا بإمامة علي والحسن والحسين وأبناء الحسين لأنها أخرجت الإمامة إلى محمد بن الحنفية كما أنها جاءت بمبادئ كمبادئ السبئية أو الغلاة وهؤلاء خارج نطاق الخط الشيعي الذي نحن بصدده.
ولعل هذا السبب الذي دعا الرازي لأن يعد الكيسانية من الغلاة فقال: ومن السبأية انبعثت أصناف الغلاة وتفرقوا بالمقالات ومنهم أصناف الكيسانية منهم البيانية أتباع بيان والنهدية أتباع صائد النهدي والهاشمية... (3).
وقد جاءت الكيسانية بآراء مختلفة ولم تقتصر دعواتها إلى محمد بن الحنفية فقط، وإنما دعا بعض أتباع هذه الفرق إلى أنفسهم كما يظهر ذلك من دعوة حمزة بن عمارة البربري، حيث ادعى أنه نبي وأن محمد بن الحنفية هو الله، وأنه الإمام فتبعه بيان وبرئت منه الشيعة (4).
إلا أن أهم فرقة من الكيسانية هي الفرقة التي أقرت بموت محمد بن الحنفية وقالت:
إن محمد بن الحنفية مات والإمام بعده عبد الله بن