محمد ابنه وكان يكنى أبا هاشم وهو أكبر ولده وإليه أوصى أبوه فسميت هذه الفرقة الهاشمية بأبي هاشم (1).
فأبو هاشم هو وصي محمد بن الحنفية لذلك قالت الكيسانية: إن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية ومعنى ذلك أن روح الله صارت في النبي وروح النبي صارت في علي وروح علي صارت في الحسن وروح الحسن صارت في الحسين وروح الحسين صارت في محمد بن الحنفية وروح ابن الحنفية صارت في ابنه أبي هاشم (2).
كما قالوا: إنه أفضى إليه بأسرار العلوم واطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس وتقدير التنزيل على التأويل، وتصوير الظاهر على الباطن، وقالوا: إن لكل ظاهرا باطنا ولكل تنزيل تأويل... وهو العلم الذي استأثر علي به ابنه محمد وهو أفضى بذلك السر إلى ابنه أبي هاشم وكل من اجتمع له هذا العلم فهو الإمام حقا (3).
ودعوة الغلو في الأئمة ليست جديدة فقد ظهرت أيام علي وأيام أبنائه كما ظهرت في أيام محمد بن الحنفية ولكنهم تبرؤوا منها كما مر بنا.
ويظهر أن الأمر قد اختلف في أيام أبي هاشم فيرى الدوري: ان أبا هاشم كان طموحا فحاول الاستفادة من هذه الآراء (4).
ويذكر ابن عبد ربه أنه قام بأمر الشيعة وأنهم كانوا يأتونه ويقوم بأمرهم ويؤدون إليه الخراج (5).
وترد هنا كلمة شيعة والمقصود بها هنا ليست الجماعة التي شايعت عليا وقدمته على سائر أصحاب الرسول، وإنما الجماعة التي أخرجت