الحسن. واستمرت الشيعة على القول بإمامة الحسين حتى استشهد في أيام يزيد بن معاوية سنة 61 ه.
ويبدو أن مقتل الحسين قد سبب خلافا بين شيعته وأدى إلى خروج جماعة عن إمامته. فيذكر النوبختي لما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه وقالت: قد اختلف علينا فعل الحسن والحسين لأنه كان الذي فعله الحسن حقا واجبا وصوابا من موادعته معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن وقلة أنصار الحسين وضعفيهم وكثرة أصحاب يزيد حتى قتل وقتل معه أصحابه باطل غير واجب لأن الحسن كان أعذر في العقود عن محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية... فقعود الحسن باطل فشكوا في إمامتهما (1).
وقد ناقش الطوسي ذلك فقال: إن الإمام متى غلب على ظنه أنه يصل إلى حقه والقيام بما فوض إليه بضرب من الفعل وجب عليه ذلك وإن كان فيه ضرب من المشقة يحتمل مثلما تحملها أبو عبد الله (2).
وقد قام الشيعة بحركة بعد مقتل الحسين للطلب بثأره وهي حركة التوابين كما تقدم ذكرها في الفصل الأول، وقد قامت الحركة في بادئ الأمر للثأر ممن قتل الحسين، ولم تدع باسم امام معين ولكن المختار الذي تزعم حركة الشيعة بعد فشل التوابين ادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك وأنه الإمام بعد أبيه لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة (3).
فظهر خط جديد أو فرقة جديدة خرجت بالإمامة عن خط أبناء الحسين بعد مقتله وقالت بإمامة محمد بن الحنفية وزعمت أنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين من محمد بن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد هو الإمام بعد الحسين (4 .