أن أتوسع في دراسة الشيعة والتشيع في كتب الشيعة أنفسهم وأن أتعرف عقائد القوم نقلا عما كتبوه بأيديهم وانطلقت به ألسنتهم لا زيادة ولا نقص حتى لا أقع في الالتباس الذي وقع فيه غيري من المؤرخين والنقاد حين قصدوا للحكم على الشيعة والتشيع، وأن الباحث الذي يريد أن يدرس مجموعة ما من الحقائق في غير مصادرها ومظانها الأصلية إنما يسلك شططا ويفعل عبثا ليس هو من العلم ولا من العلم في شئ. ومثل هذا ما وقع فيه العلامة الدكتور أحمد أمين حين تعرض لمذهب الشيعة في كتبه.
فقد حاول هذا العالم أن يجلي للمثقفين بعضا من جوانب ذلك المذهب فورط نفسه في كثير من المباحث الشيعية كقوله: أن اليهودية ظهرت في التشيع. وقوله: أن النار محرمة على الشيعي إلا قليلا.
وقوله: بتبعيتهم لعبد الله بن سبأ وغير هذا من المباحث التي تثبت بطلانها وبراءة الشيعة منها، وتصدى لها علماؤهم بالنقد والتجريح، وفصل الحديث فيها العلامة محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه (أصل الشيعة وأصولها) (1).
ترى أي جناية بحق الله ورسوله يقدم عليها كاتب مسلم مثل (أحمد أمين) عندما يدعي بأن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام. ماذا سيقول هذا الكاتب لربه غدا.. إنا لله وإنا إليه راجعون...
الكلمات كم هي سهلة ويسيرة على لسان (أحمد أمين) و (ابن حجر) وغيرهما في حين أنها مسؤولية خطيرة في ميزان الله ورسوله، وأمانة كبيرة في معيار الإسلام وأخلاقه!!