فذاك في الدرك الثاني من النار. ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف، ولا يدري له في المساكين وضعا، فذاك في الدرك الثالث من النار. ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين، فإن رد عليه شيء من قوله أو قصر في شيء من أمره غضب، فذاك في الدرك الرابع من النار. ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به ويكثر به حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار.
ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول: سلوني، ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار. ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلا (1)، فذاك في الدرك السابع من النار. (2) 3168. عيسى (عليه السلام) - للحواريين -: بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان:
فرجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله. ورجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله، فشتان بينهما! فطوبى للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول. (3)