ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا (1) وأخرج ابن سعد في طبقاته (2) عن عبد الله بن أبي رافع عن علي (عليه السلام) قال:
أخبرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بموت أبي طالب فبكى، ثم قال: إذهب فغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه.
وقال اليعقوبي في تاريخه (3) قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إن أبا طالب قد مات!
عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول:
وصلت رحما وجزيت خيرا.
فبعد ما ورد من الأخبار والآثار الكثيرة التي يعجز الإنسان عن إحصائها، هل يرضى المسلم نسبة الكفر والشرك إلى أبي طالب الذي حامى عن الرسول في جميع الأحوال، ولولاه لقتله المشركون، وكان هو الحامي للرسول (صلى الله عليه وآله)، وحين مات أبو طالب بكى عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) (4)، وصلى عليه ودفنه عند قبر جده