الذي أمر نبيه (ص) بالمباهلة بهؤلاء، ولم يكن ذلك في أساسه من تلقاء نفسه (ص).
إذن، لم يكن ذلك لأنهم عائلته، وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم، بل لأن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، والنبي (ص) وعلي والحسنان عليهم السلام، كانوا - وهم كذلك - أعز ما في هذا الوجود، وأكرم المخلوقات على الله سبحانه، بحيث ظهر أنه تعالى يريد أن يفهم الناس جميعا أن التفريط بهؤلاء الصفوة الزاكية هو تفريط بكل شئ، ولا قيمة لأي شئ في هذا الوجود بدونهم، وهو ما أشير إليه في الحديث الشريف (1).
ثم إن إخراج أكثر من رجل وحصر عنصر المرأة بالزهراء عليها السلام في هذه القضية إنما يشير إلى أن أيا من النساء لم تكن لتداني الزهراء في المقام والسؤدد والكرامة عند الله سبحانه وتعالى فلا مجال لادعاء أي صفة يمكن أن تجعل لغيرها عليها السلام امتيازا وفضلا على سائر النساء.
فما يدعي لبعض نسائه (ص) - كعائشة - من مقام وفضل على نساء الأمة، لا يمكن أن يصح خصوصا مع ملاحظة ما صدر عنها بعد وفاة رسول الله (ص) من الخروج على الإمام أمير المؤمنين (ع)، والتصدي لحرب وصي رسول رب العالمين، مما تسبب بإزهاق عدد كبير جدا من الأرواح البريئة من أهل الإيمان والإسلام، فأطلع الشيطان قرنه من حيث أشار النبي (ص) وصدق الله العظيم