علي إمامنا وأبو بكر إمامكم - السيد محمد الرضي الرضوي - الصفحة ٢٧٥
كان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة قالت جارية منهم: الآن لا يحلب لنا منايح دارنا فسمعها، قال: بلى لعمري لأحلبنها لكم (1).
عمر بن الخطاب (2) يقول:
أ - إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن وقى الله شرها (3) فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه (4).
قال الشعبي لقد كان في صدر عمر ضب (5) على أبي بكر فكيف تصنع بالفلتة التي وقى الله شرها؟ أترى عدوا يقول في عدو يريد أن يهدم ما بنى لنفسه في الناس أكثر من قول عمر في أبي بكر (6). وقال أيضا: شاع واشتهر من قول عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه. وهذا طعن في العقد، وقدح في البيعة الأصلية (7).
ب - كان والله أبو بكر أعق، كان والله أحسد قريش كلها... (2)، والهفاه على ضئيل بني تيم بن مرة، لقد تقدمني ظالما، وخرج إلي منها آثما... إن الرجل ماكرني فماكرته..
ولم آمن من غائلته ولو بعد حين (8).

(١) الفتوحات الإسلامية ج ٢ ص ٣٥٧.
(٢) قال الدميري: وكان عمر (رضي الله عنه) دلالا، يسعى بين البائع والمشتري (حياة الحيوان) ج ١ ص ١٦٩.
(٣) صحيح البخاري ج ٤ ص ١٨٠ ط مصر بحاشية السندي.
(٤) الصواعق المحرقة ص ٣٤، الملل والنحل ج ١ ص ٢٤ ط بيروت عام ١٤٠٢، شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٢٤ ط مصر عام ١٣٢٩، وفي مسند أحمد ج ١ ص ٥٥ ط مصر عام ٣١٣، وتاريخ الخلفاء ص ٦٢ ط بيروت هكذا: فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك، إلا إن الله وقى شرها.
(٥): غيظ وحقد خفي.
(٦) شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٢٤ و ١٢٥ ط مصر عام ١٣٢٩.
(٧) شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٤٥٧.
(٨) شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٢٦.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست